هل اصبح الامن الاروبي اسواء من نظيرة العربي..يعمل بعد الضرب؟
المأساة تتكرر هذه المرة في بروكسيل عاصمة الاتحاد الأوروبي والمركز المفضل لاجتماعات الناتو وها هي عبثية القتل الوحشي تنتقل إلى عاصمة جديدة تواجه رعب المذبحة التي تثير في أي كائن إنساني طبيعي مشاعر السخط والغضب ولكنها تدعو إلى التفكير والتأمل في حصاد هذا التوحش الذي جندته الولايات المتحدة والحكومات الغربية لتدمير الشرق انطلاقا من حربها الاستعمارية على الارهاب وترك الاحداث في سوريا نحو المجهول كما فعلت امريكا وتركت العراق يسبح في دمائةبعد خروج القوات الامريكية من هناك.
كما في المرات السابقة سوف يشتد السعار العنصري ضد موجات النزوح والهجرة وضد المسلمين عموما كما يحصل في أعقاب كل تفجير او هجوم تشنه الجماعات الإرهابية التي تنشر التوحش الدموي في جميع انحاء العالم وقد باتت خطرا كونيا يتهدد البشرية والجريمة الجديدة تأتي دائما ببشاعة أشد وقد استهدفت في بروكسيل مرافق الحياة وقتلت أشخاصا عاديين في همجية معادية للإنسانية لا صفة سياسية لها ولا هي تعبر عن مشروع او توجه معين سوى وحشية الإبادة وعبثية القتل على حد التكفير الأعمى الذي لا يستثني أحدا على وجه المعمورة .
واجمل ما لفت انتهباهي تصريح الرئيس اردوغان عن احداث بلجيكا ان الامن التركي كانت يعتقل احد الاخوين البكراوي الانتحارين سنة 2015 وقد تم تلسيمة الى بلجيكا وهي التي اطلقت سراحة.
فعلا امر رائع من تركيا ...ولكن اردوغان نسي انه سمح على مدار سنوات بدخول الاف من الارهابين الى سوريا...ومن بعد تدريبهم على التفجيرات وجر الجثث والذبح والقتل...ايضا يسمح لهم مرة اخري بالعودة الى اروبا لتدميرها وتفجيرها باسم داعش الارهابية.
السوال اين اردوغان واجهزة امنه من هولاء الاروبين المستشرقين الذاهبون الى سوريا والعائدون منها بخبرات قتالية عالية؟
وهل سوف نقتنع انه اعتقل احدهم وترك الاف يزيد عددهم عن اكثر من خمسة الاف متطوع ارهابي بصفوف داعش...اين كان امن اردوغان وحرصة على مكافحة الارهاب؟
والسوال الاخر اين هو دور الاجهزة الامنية الاروبية من هولاء العائدين الى اروبا من ساحات القتال في سوريا ؟
وحتي لو انهم يحترمون الديمقراطية كمايدعون ولا يستطيعون اعتقال الاشخاص اعتباطا الا بدليل مادي عن تورط هولاء في الارهاب....السوال المركزي والجوهري..الا يوجد رقابة امنية ومتابعة على هولاء حتي بعد الافراج عنهم او تسلمهم من دول اخري مثل تركيا ؟
ام القصة مختلفة وهناك اسلوب اغماض العينين لتحصل الكارثة كما حصلت في بلجيكا وفرنسا وسقط العديد من الابرياء ..لنفيق بعد الصدمة وبعد ضربات داعش الارهابية ونقول يجب محاربة المسلمين والسلفين فى اروبا .
اتصور ان القصة اعمق من ذلك...حيث في السابق كنا نقول هناك افراد ارهابيون يعملون باسلوب الذئب الوحيد ولا يتصلون باحد وصعب كشفهم.
ولكننا اليوم نري ونشاهد نتائج عمل خلايا ارهابية اكثر تنظيما وتدريبا عن الذئب...فاصبحنا في حديقة ذئاب ارهابية منظمة ولها اتصالاتها العالية والدقيقة جداز
والسوال اين دور الاجهزة الامنية الاروبية من هولاء الناشطين الارهابين من العئدين من سوريا والعراق او من القانطين هناك وينفذون اوامر اوامر الارهابين من خارج اروبا.
هل اصبحت اجهزة الامن الاروبية مثل نظيرتها العربية لا تعمل الا بالضرب وبعد كل عملية تفجير ارهابية تطالالابرياء؟
القصة اعمق مما نتصور وهناك اشياء مقصودة يتم تركها لتحصل..كما فعلت الولايات المتحدة الامريكية وقررت سحب قواتها من هذه المناطق الساخنة بالصراع وتركت الحبل لهم للوصول الى اروبا وتفجيرها وزرع الرعب فيها.
والسوال الاخير اين روح التعاون الامني بين الاستخبارات الاروبية والعربية والامريكية؟
ام يكتفي البيت الابيض للخروج علينا بين الفترة والاخري بتحذير رعاياة بعدم السفر لتلك البلد ونظيرتها بداعي الارهاب وامكانية حصول تفجيرات ارهابية ؟
السوال اين هو دور غرفة عمليا تالناتو ؟ في مكافحة الارهاب واستباق عمل الارهابين قبل وقوع التفجيرات؟ وهل تعتقد واشنطون انها بعيدة عن هذه التفجيرات بعد انساحبها من المناطق الساخنة لتترك الدول المجاورة لاروبا مثل ليبيا لتصبح مرتعا لداعش وغيرة من تنظيمات ارهابية.
معضلة العقل الغربي هي الإنكار والتنصل من المسؤولية فالاستخبارات الغربية هي التي تعرف اكثر من غيرها بكثير من أين جاء الإرهاب -او ان المعلومات الاستخباراتية التي كان يمكن أن تقود إلى المفجرين لم تكن حاضرة أمام الأشخاص المناسبين أو تم التغاضي عنها..فضلا عن حالة التراخي في إجراءات الأمن بالمطار وفي بلجيكا بعد تفجيرات عديدة سابقة منها استهداف الكنيسة اايهودية هناك
واخيرا ان الامر يحتاج لاستراتيجية امنية مشتركية بين اروبا والدول العربية وتركيا والاستخبارات الامريكية لمحاربة داعش في عقر دارة...ولمتابعة وملاحقة ومراقبة كل الخلايا النائمة له في اروبا وتحديدا من العائدين لاروبا من سوريا والعراق.
|